Ricerca

risultati

giovedì, aprile 17, 2008

دور الإعلام بين شاطئي المتوسط في لقاء بتورينو

دور الإعلام بين شاطئي المتوسط في لقاء بتورينو:
الحوار بوصفه قضية أمن أوروبي عزت القمحاوي
في تورينو بالشمال الإيطالي تواصل الكلام نحو ثماني ساعات تخللتها استراحة واحدة، وكأنها الفرصة الأخيرة للحوار!
المؤتمر نظمته مؤسسة بارليل (المنظمة الأورومتوسطية للحوار ) وقد تأسست في تورينو في يوليو الماضي فقط وأقامت عددا من الندوات حول الديمقراطية في العالم العربي ومشكلات الهجرة والتعاون الثقافي، أما اللقاء الأخير الذي شاركت فيه أخبار الأدب فكان حول دور الإعلام في فهم التغيرات الثقافية الجديدة في المجتمعات متعددة الثقافة.
أقيم المؤتمر بقاعة الندوات بنادي الصحافة بالمدينة، وهو قصر أثري أنيق. وقد حضر اللقاء متحدثا ومستمعا عدد كبير من الكتاب خصوصا في جريدة ¢لاستامبا¢ وهي واحدة من كبريات الصحف الإيطالية. ولم يكن كتاب لاستامبا ولا غيرهم من الصحفيين الإيطاليين باللقاء بأقل من الضيوف رغبة في الحوار. وفي الوقت ذاته بدا واضحا أن المشاركين الإيطاليين يدركون أن الحوار والفهم المتبادل من أهم الركائز التي يقوم عليها أمن أوروبا، بحكم أنها الأقرب إلي الي العالم العربي والمستقبلة للأعداد الأكبر من مهاجريه.
جاء المؤتمر خطوة عملية لبدء التحاور بعكس مؤتمرات كثيرة تقام في الغرب حول ضرورة الحوار، دون أن يبدأ الحوار بالفعل. والملاحظة الأهم أن مستوي معرفة الصحفيين الإيطاليين المشاركين في اللقاء بما يجري في الواقع العربي ينم عن متابعة جيدة، وبعضهم عمل مراسلا في هذه العاصمة أو تلك. وقد تحفظ معظم المتحدثين، بل رفضوا ما يروج له اليمين الأمريكي من مزاعم حول صراع الثقافات وما يشاع حول الإرهاب وعلاقته بالإسلام كدين.
في المقابل كان هناك اهتمام كبير بقضية الهجرة ومشاكل اندماج المهاجرين الجدد في المجتمع الغربي. وبقدر الوعي بوجود مشكلات خاصة تتعلق بالمهاجرين ، فإن النظرة التي انطلق منها معظم المتحدثين تنم عن تفهم لحتمية الاختلاف، وضرورة التعامل معه بفهم وسعي إلي فهم المنطلقات الثقافية للضيوف أكثر منه إدانة لهذا السلوك أو ذاك.

مهاجرون في الصحافة الإيطالية

بدأت الجلسة الافتتاحية في التاسعة والنصف صباحا بكلمات ترحيب من المسئولين المحليين: مرسيدس برسو رئيس مقاطعة بيدمونت شمال إيطاليا، سيرجو كيامبارينو، عمدة تورينو، انريكو سالزا، رئيس بنك سان باولو، ماريو روسو المدير التنفيذي لوكالة الأنباء الإيطالية أنسا، وماريو بيراردي، رئيس اتحاد الصحفيين في بيد مونت. وبعد ذلك جاءت كلمة تقديم للمؤتمر من رينالدو بونتمبي، رئيس معهد باراليل الأورومتوسطي في الشمال الغربي. وكان هناك إجماع من المتحدثين علي رفض مقولات الصدام، وخصوصا بين جيران يجمعهم المتوسط.
بعد ذلك توالت جلسات العمل دون استراحة حتي موعد الغداء الذي أعقبته طاولة مستديرة حول دور الإعلام بين شاطئي المتوسط، من واقع خبرات الممارسة العملية.
في جلسة العمل الأولي التي أدارتها الصحفية ستيفانيلا كامبالا، منسقة عمل المؤتمر تناولت خبرات الصحفيين الأجانب المقيمين في إيطاليا من أصول متعددة ويعملون بالإعلام الإيطالي، وشاركت في الجلسة ماريا تريزا مارتيننجو/ صحفية في لا ستامبا، ميلينا بوكادورو، صحفية في تليفزيون راي في بيدمونت، انجلو لانو مدير وكالة انفوبال، ايمانويلا بانفو، صحفية، أنسا، تورينو.
كما تضمنت الجلسة شهادات حول مبادرات صحفية قام بها مهاجرون، شارك فيها فيوريكا نتشفور، أوديفاك انياس تشونشا، ماوريثيو ديلماتيس.
وأدلي في هذه الجلسة الصحفيون من أصل أفريقي وأوروبي شرقي بشهاداتهم حول خبراتهم في العمل بالصحافة الإيطالية، وخبراتهم في تأسيس صحافة بلغات غير الإيطالية. شكا بعضهم من تدني الأجور، بخلاف أجور زملائهم الإيطاليين. وكشف البعض الآخر عن صعوبات التأقلم التي يواجهونها في المجتمع الجديد، لنكتشف أن مشكلات التعايش موجودة بين شرق أوروبا وغربها بنفس القدر تقريبا الموجود بين المجتمع العربي والغربي.

التمييز بين المجرمين!

وركزت الجلسة الثانية من جلسات العمل علي البرامج التليفزيونية والملاحق الثقافية في منطقة الأورومتوسطية. الجلسة أدارها ميكل انجلو كونوشنتي، جامعة تورينو
متحدثا عن آفاق بناء الحوار بين شاطئي المتوسط، وتحدث في الجلسة مارينا كوزي/ رئيس لجنة تكافؤ الفرص ومندوب إيطاليا في الاتحاد الدولي للصحفيين، روبرتو موريوني المدير السابق لراي نيوز 24 ومنسق التحرير في راي ميد، متناولا تجربة القناة الإيطالية المتحدثة بالعربية راي ميد. بينما تناول تجربة مجلة ميديترنيان للتليفزيون جان كارلو ليكاتا، صحفي مسئول التحرير في مكتب راي الشرق الأوسط، باليرم. ومن مؤسسة أنسا ميد تحدث جوليو بيكورا نائب المدير. ومن متروبولي لا ريبوبليكا تحدث جنارو سكتينو، بينما تحدث مصطفي بنابي الأمين العام لكوبييم عن النشر السمعي البصري في فضاء المتوسط، ومن موقع بابل ميد الإلكتروني تحدثت نتاليا جالزنه حول الإنترنت كفضاء للمعلومات دون حدود. أما الصحفية لوتشانا انزالونه، الصحفية بقناة راي 3 فقد عنونت كلمتها ب ¢شكرا¢ بالعربية.
تناولت الكلمات الإعلام في منطقة الأورومتوسط، من حيث التناول الإخباري في محطات التليفزيون ووسائط الإعلام الجديدة كمواقع وإذاعات الإنترنت. ودور هذه الوسائل في إقامة حوار حضاري حقيقي وفعال بين شاطئي المتوسط، بما يرتفع بهذه الوسائل فوق المستوي الحالي الذي يعتمد علي الصورة التي قد تبث مقطوعة الصلة بخلفياتها، حيث لايجد المندوبون في أماكن مثل العراق أو فلسطين الفرصة لتقديم شيء أبعد من حادث التفجير، عن مسبباته أو خلفيات الصراع وتعقيداته.
من جهة أخري كانت صورة المهاجر في الإعلام الأوروبي موضوعا لنقاش مهم، وتحذير من التمييز غير الواعي بين المهاجرين والمواطنين في حالات النشر الصحفي، في مجال الجريمة كمثال، فبينما تصبح جريمة المهاجر شهيرة وينشر عنها بتوسع مع استدعاء لجرائم مشابهة قام بها مهاجرون بشكل عام أو مهاجرون يحملون الجنسية ذاتها، في حين تعبر ذات الجريمة عندما يرتكبها مواطن كحدث فردي عابر.

المشترك الإنساني منطلقا للتفاهم

طاولة الحوار حول دور الإعلام بين شاطئي المتوسط أدارها ميمو كانديتو رئيس قسم الشئون الخارجية بجريدة لاستامبا، مصطفي بنابي أمين عام كوبي، سيدة كانيبا صحفية في إن تي في (تركيا) الروائي والصحفي حسن داوود (لبنان)، عبد العزيز جدير صحفي وكاتب ( المغرب) ، كارلا رسكيا الصحفية بجريدة لاستامبا، كوزيمو ريزي وزارة الخارجية الإيطالية، وكاتب هذه السطور.
وعلي الرغم من أن الطاولة مكرسة أساسا للحوار حول خبرات المشاركين في المارسة الإعلامية في بلدانهم ومستوي حرية الوصول إلي مصادر المعلومات، فإن أجواء الهجرة والحوار الثقافي التي سيطرت علي جلسات المؤتمر احتلت مكانها علي طاولة النقاش.
واختتم اللقاء بكلمة من جاني فيرنيتي وكيل وزارة الخارجية الإيطالية، مؤكدا أن إيطاليا بصفة خاصة مهتمة بالحوار المتوسطي علي اعتبارأنها الأقرب من الناحية الجغرافية، وأنها تتبني حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعزيز الحوار المتوسطي لأنها الدول التي تقع علي حدود أوروبا الموحدة، ومن ثم فهي تمثل عنصرا أساسيا من عناصر الأمن الأوروبي، مركزا علي القيم المشتركة، وتعزيز الحريات، ومساندة قضايا شعوب البحر المتوسط
.

Nessun commento:

comming soon

>

Blog Archive

Elenco blog personale